حـــــــــــ(الفصل)ـــــــــلـــــــ(الثاني)ــــــــــــم

استيقظت من نومي مبتسمة ، لطالما اندهشت امي من ذلك ! مهما كانت احداث يومي فاني دائماً استيقظ من نومي بابتسامة،
ولكن تعلل ذلك بالتفاؤل ودعو بان يديم الله ابتسامتي في كل الاوقات،
آه لو علمين من سبب هذه البسمة يا اماه ! ذلك الحلم اللذي لا ولا اريده ان ينقطع ،

ما زل اذكر بداية ذلك الحلم جيداً كأنه البارحة، حينما انتقلنا الى منزل جديد في حي جديد لا اعلم عنه شيئا ولا اعرف فيه احدا ،

كنت وحيدة، بعد حياة حافلة بالاصدقاء اصبح وحيدة تماما، وكان عمري حينئذ عشر سنوات،،





~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يــــــاه !!

ما هذا المكان الفسيح! يا لتلك الازهار الجميلة، وتغريد هذه العصافير الواقفة على الشجرة الوارفة بالقرب من غدير الماء العذب الصغير، 


لكني وحدي، 


وحدي كالعادة!





" مرحبا" انطلق الصوت مباغتا من خلفي، فذعرت والتفت مبتعدة الى مصدر الصوت،

"هل اخفتك؟ انا اسف" صبي في الغاشرة من عمره باسم المحيا

" لـ... لم اخف، كنت فقط اظنني وحيدة هنا !" قلت في خجل من ذعري الغير مبرر

" لا تخافي، لن اؤذيك !" قال مطمئنا في ابتسامة

دققت النظر في ملامح وجهه، بني العينين واسعهما، اسمر البشرة، اسود الشعر، تتجمع هذه الصفات مكونة ملامح قسيمة مريحة

اكمل " اسمي... عمر"

وجدت نفسي اردف "وانا ... مريم" لا اعلم ما دفعني لاقول هذا الاسم !

"قلتِ انكِ وحيدة؟ ،،، حسنا، انا ايضا وحيد، لقد سافرنا انا واهلي الى الخارج في مهمة عمل طويلة لابي، اصبحت وحيدا بعيدا عن اصدقائي"

"يا للمصادفة ! انا نفس حالتك لكن مع فرق اننا لم نسافر بالخارج بل انتقلنا الى حي جديد بعيد عن حينا القديم، لذا انا وحدي دون اصدقاء" اردفت حزينة ومندهشة في ذات الوقت

" اذا ، لم لا نصبح اصدقاء! ما دمنا نحن الاثنان بحاجة الى صديق ووحيدين!" قال مقترحا في حماسة

"اممم، لا اعلم، قالت لي امي الا العب مع الاولاد" قلت مترددة متهيبة

"ولكن... السنا في حلم؟ اذن ليس هناك خطأ ! اليس كذلك؟... هاه؟ اليس كذلك؟" قال مترددا كانه ادرك للمرة الاولى حقيقة انني بنت وهو ولد !

"اممم،، لكن انت في حلمي ! المفروض ان الاحلام لا تعلم انها كذلك! اليس كذلك؟"

"انا اعلم حتما انني احلم ! حتى انظري" وقرص نفسه قائلا" انني لا اشعر باي الم حتى!! اذن انا احلم او تحولت الى سوبرمان " قال متحيرا

قرصت نفسي للتأكد " فعلا انت محق!"

نحى هذا الامر جانبا بسذاجة الاطفال وقال" لم لا نلعب المساكة؟! ان المكان واسع وفسيح يسمح بذلك !"

اجبت في سذاجة انا ايضا "موافقة!"

وانطلقنا نلعب في مرح عبر الارض الخضراء!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عجيب ان ذلك الحلم لا ينقطع ابدا!





ومرت السنين ونموت، ونما الحلم وعمر معي !

وتطورت صداقتنا الطفولية في استحياء الى الحب البريء الغض،

احب شيئا هو من صنع خيالي !

هذا جنون،

ولكن من قال ان الحب ليس جنونا،

لكن هناك حدود للجنون في كل الاحوال!

وكيف نما معي؟ وكيف احببت شابا مثله وانا الخجلة اللتي لا تستطيع الحديث مع الرجال في عالم الواقع؟
هل ارتكب حرمانية بحبي هذا؟ ولكن حبي ليس حقيقا، اليس كذلك؟





آآآآه،، انني على وشك الجنون،





بل انني جننت فعلا !




Facebook Comments

2 تعليقاتكم ^_^:

أع ـقل مـ ج ـنـونــة يقول...

احب شيئا هو من صنع خيالي !
هذا جنون،
ولكن من قال ان الحب ليس جنونا،

آآآآه،، انني على وشك الجنون،
...بل انني جننت فعلا !

-------------
آآآهـ

هو دا كومنتي

وقعت في حب هذه الكلمات

خربشــــــــــــــــات يقول...

بصراحه جميله جدا والخيال فيها حلو اوى
لدرجة لوهله اعتقدت انى انا اللى فى الحلم وعشت مع القصه

اكملى يا عزيزتى :)

إرسال تعليق